Quantcast
Channel: رفــايّـــع
Viewing all 760 articles
Browse latest View live

الخواء

$
0
0

صديقتى رفايع ، يا ملاذى الاخير بعد التعب و صديقتى الصامتة حسنة الاستماع و متحملة لغرائب افكارى و تفاهتها المزعجة...تحية طيبة و بعد

هل اخبرتك انى اعانى من الخواء مؤخرا؟ حالة من فقدان الرغبة فى الكلام ان لم امتلك ما يفيد و لكن يا عزيزتى الوردية من يمتلك فعلا اضافة عما كتبوا و صرحوا من قبل؟ ان لم نتحدث فى الفارغة قبل المهمة سيكون العالم شديد الصمت يا رفيقة دربى الطويل

و انا بطبعى و لعلك تعلمى ذلك اكثر منى ثرثارة بطبعى فلتتخيلى اذن مأساتى عندما لا اجد موضوع او هدف او "احد"اتحدث من اجله

هل اشعر بوحدة لا بالخواء؟ لم استطع بعد ان احدد

حتى القراءة اصبحت عادة كالاكل و الشراب مجرد ملئ للعقل معلومات و مشاعر مخزنة بعناية فما وجة الحديث فى ان صولون قام بالقانون الفلانى فى ذاك العام؟

كما ان الكلام يجلب الرد الا اذا كنتى يا صديقتى الوردية تتحدثين الى صم بكم لا يفقهون ، اتفهمينى؟


خواء تانى

$
0
0

عزيزتى رفايع يا اللى بتصبرى عليا لما بكرر كلامى و انفعالاتى المملة

انا لسه عندى خواء يا رفايع ، لسه مش لاقية حاجة اقولها ، لسه معنديش شئ اضيفه للمحتوى

طيب بكتب الكلام ده ليه؟ عشان مينفعش نسكت....مينفعش نسكت ليه؟ الحقيقة ما اعرفش بس هذا ما وجدنا عليه ابائنا

اكلمك شوية عن غرابه افلام خيرى بشارة؟ او احكى ليكى عن حبى للوحة الخلق بتاعة مايكل انجلو ؟ طيب ارغى معاكى عن الفوايد العميقة اللى اخدتها من عمنا فراس السواح و كتبه؟ او عن شغف وول ديورانت الغير مبرر بالالياذة دون الاوديسا؟ او عن ترجمة محمد بدران المستفزة؟ عن فستان ليلى علوى فى فيلم اشارة مرور؟ عن النت اللى بيقطع اكتر ما بيجى؟ عن البطانية الحمرا اللى بكره شكلها و بحب الدفا المرتبط بيها؟ اقولك عن البقسماط التركى الجديد اللى ماما اشترته ليا؟ او عن الشاور جل اللى بريحة البطيخ اللى جه لاختى هديه؟

ولا اسكت....طب ما اسكت 

خواء كمان و كمان

$
0
0

يكونشى السبب يا صديقتى المستمعة الصامتة انى استنفزت؟ خلصت كل الحكاوى...انتهكت كل التفاصيل...كل التجارب؟

او انى مش بزود رصيد التجارب بشكل كافى يقضى للانتاج الكثيف المطلوب؟

انى مش بدخل مغامرات تطلع من الواحد الصمت الثرثار ده؟ ما هو يا ريتنا ساكتين...ده احنا بنرغى اكتر لما نكون معندناش اضافات

الماكنة مش بتطلع قماش عشان مفيش قطن داخل؟ ولا العيب فى الماكنه؟

عارفه انى ممكن اكتب مقال ا و كتاب عن فن كتابة اكبر كم ممكن من الكلمات من غير معنى محدد او هدف معين

عارفه فى الشفوى لما نبقى عارفين الاجابة نقول كلمتين فيهم الشفا و الدرجات ، و لما منعرفش نحور ..نجيب المنهج من اوله لاخره حوالين النقطة المطلوبه

بنكتب ليه؟ طب ما ببلاش؟!

زهزهلك

$
0
0

و مع ان عمر ما حد هيسألنى عن جملتى الغنائية المفضلة -اللى هى بالمناسبه الست و هى بتقول "ستاير النسيان نزلت بقالها زمان"- لكن ده عمره ما منعنى اتكلم ، اقولك ان احد جملى الاثيرة عمنا و عم الكل سيد حجاب لما يقولك:
(من غربتك فى ديار أهلك...لغربتك فى بلاد الله ...لو ضى قنديل زهزهلك...مش ترمى كله وتجرى وراه)

مش بس عشان جاب من الشمخ الجوانى قوى فى حته ديار اهلك دى فى موضوع من كتر ما هرينا فيه قارب على الابتذال و مشى على الحد الفاصل و شعرة معاوية بين العمق و العمك لا مؤاخذة يعنى ، انه يلمسك قوى و يدوس فيك من غير ما يقع فى فخ التكرار و النمطية

لكن كمان عشان جاب بعد الدوسه دى دوسه اكبر و ده شئ نادر فى حد ذته لان معظم الجمل الجامدة يتبعها جمل اقل بهاء من ليلتنا هذه ، فيحط لك رعبك الشخصى و مخاوفك الدفينه فى الشق التانى ،ان يكون كل النور اللى فى اخر النفق مش بس سيجارة فريد الديب لا كمان مجرد ضى قنديل يزهزلك و العقدة التاريخية بتاعه الطيور اللى عالشجرة و اللى فى ايدك ، نمشى سنه ولا نخطى القنا؟ ، و هنفوز باللذات ولا هنلبس فى الحيط ؟

#البوست_طول_منى

قصة الحضارة ١٢: اليونان ٤

$
0
0

اسم الكتاب: اليونان ٤ - انتحار اليونان ، المجلد الثانى عشر من مجلدات قصة الحضارة
المؤلف: وول ديورانت
ترجمة: محمد بدران
عدد الصفحات: ٢٤٠ صفحة
المجلد يوازى المجلد السابع من اصدارات مكتبة الجامعة العربية

"و قد أدى التناقض الاساسى بين عبادة الحرية و طغيان الامبراطورية منضما الى النزعة الفردية المتأصلة فى الدول اليونانية ، أدى هذا و ذاك الى القضاء على العصر الذهبى فى بلاد اليونان"

بهذا التلخيص الرائع الوارد فى الفصول الاولى للكتاب تحليل لسقوط امبراطوريتنا صغيرة الحجم كبيرة التأثير التى عاصرنا نشأتها و ايام عصرها الذهبى و سمعنا قصص الالهة فيها و تذوقتنا جمال الياذتها فى المجلدات السابقة ، المدن المتفرقة ذات الشخصية المستقلة التى تم اتحادتها مؤقتا و من ثم خضوعها للمدينة المركزية أثينا فى فترة شهدت تكوين الديموقراطية و أسس الفلسفة تنهار فى مجلد الانتحار الذى بين يدينا

بين مركزية أثينا المفرطة و التى وصلت لاخذ الخراج من المدن بحجة حمايتها من الفرس لتتحول الدرخمات لهياكل و ميادين و مسارح ، بين سندان شخصية المدن المستقلة اصلا و كراهيتهم لخروج الامر من ايدهم و تعقيدات الطبقات الاليجركية

و بين علو المواطن الاثينى -و تعريف المواطن هنا له شروطه فى ذلك العصر- فى جمعياته العمومية و راحة حياته التى وصلت لكراهية العمل اليدوى و احتقاره و اعلاء مبالغ فيه للنشاط العقلى مما توجب زيادة الاعباء على المدن الخاضعة و يركز ديورانت التركيز على مناجم الفضة و من قضوا اعمارهم و من ثم نحبهم فيها لتسعد اثينا و تبنى تماثيلها ....كان التفكك ، و الاتحاد القائم على الحرب لم يقضى عليه سواها

فى احداث الكتاب التى تقع بين عامى ٣٩٩ ق م ل ٣٢٢ ق م ، التى شهدت سقوط أثينا و انفراط ديموقراطيتها و من ثم ضياعها و صعود نجم فيليب الشجاع الاعور و من بعده الاسكندر العظيم على كل وجه

يرى ديورانت - و نرى معه- ان الدور الذى لعبته حرب البلويونيز فى هدم الامبراطورية أكثر بمراحل مما فعلته حروب فارس او سيف المقدونى الذى سيذهب باستقلال أثينا الشامخة نفسها

فى تلك الدراما التاريخية الشيقة ترى قطع الشطرنج تتحرك ، حرب على ٥ جبهات تتغير تحالفاتها باستمرار و تختلف قواعد اللعبة فى كل مرة ...فاثينا و مدن البلويونيز و اسبرطة هم اساس الحرب تتداخل فارس و فيليب لتدعم هذا او ذاك ثم تنقلب الادوار فى لحظة لتتغير استراتيجية الحرب و لا يتغير سفح الدماء غير المبرر وسط صراخ الخطباء و خطب المفوهيين و العاب السياسة
***********
و لن ترى نموذج لهذا التغيير المستمر اكثر من شخصية ألقبيادس الساحرة الغريبة ، ذلك الزعيم الاثينى من نشأ و ترعرع فى بيت بيركليز العظيم ...أشتهر بالترف و الولع بالنساء و عبقريته الحربية و السياسية مبكرا ، وصل ان يكون الرجل الاقوى فى أثينا كلها و تأيده لاى قرار كافى لاقرار الاقتراح فى المجلس، تلميذ مشاكس لسقراط فترة من الزمن  ، امتلك -بذكائه- ما لم يمتلك احد من المال فتبرع للجيش و اقيمت المسرحيات و الالعاب على نفقته و تحت رعايته...كان من انصار النزعة الاستعمارية التوسعية

لم يكن له منافس على قلوب العامة سوى نيشياس الطيب

رأى ان لا انتصار لاثينا على ارضها و جهز لاقتراح التوسع فى صقلية و اجزاء من ايطاليا و تهيأة حملة بحرية موسعة ....لكن القيادة العسكرية شتت بينه و بين نيشياس ، لكن حدث غريب قلب الموازين فجأة حين هجم مجهولين على تماثيل الاله هيرمس فحطمت انوافها و اذانها و اعضاء التذكير بها و اشيع ان ألقبيادس وراء الحادث ، فأجتمعت الجمعية و قررت ارسال السفينه السريعة سلامينيا لابلاغه ان يعود ليحاكم فى بلده!!!

لم يكن قراره عندئذ اقل غرابه فالقائد المترف العبقرى قرر اللجؤ الى العدو نفسه : اسباطة ....و اصبح خشن الملبس و المأكل بل و انتصر بقيادته العسكرية على بعض حملات أثينا فحطمت سفنها و قتل شبابها

لم تتوقف الملهاة عند هذا الحد ، ففى اسبارطة وقعت الملكة فى غرامه و انجنبت ابن غير شرعى فأمر الملك بقتله لكن فر الى العدو الثالث: طشفرن قائد الاسطول الفارسى ....ثم ليعود مرة أخرى الى أثينا قائد منتصر فى اكثر من معركة تحت قيادته لتنقلب عليه الجمعية مرة أخرى لخسارته معركة ليفر لمرة لم يعد أحد يحصيها الى فرنبزوس ملك فارس ليجهز له قصر و محظية و من ثم يقتله اتقاء لشر ذكائه ...ليقتل المغامر فى سن السادسة و الاربعين

قصة الحضارة ١٣: اليونان ٥

$
0
0

اسم الكتاب: اليونان ٥ - انتشار الهلنستية - المجلد الثالث عشر من مجلدات قصة الحضارة
تأليف: ول ديورانت
عدد الصفحات: ٢٥٥ صفحة
المترجم: محمد بدران
اصدارات دار نوبليس- بيروت

اذا كان المجلد السابق هو "انتحار اليونان"فهذا المجلد يستحق لقب احتضار اليونان ...و به تنتهى سيطرة بلاد الاغريق بكل مدنها اللامعة : أثينا ، اسبرطة ، رودس ، مقدونيا و مدن البلويونيز الاخرى بعد ان تناوب الجميع على القيادة حينا و التعارك أحيان أكثر

و بقبلة الحياة -او ربما الخنجر الاخير- الذى اهداه لهم فيليب المقدونى و اسكندر مالك نص العالم تحولت اثينا من قيادة العالم سياسيا الى كونها مدينة أسيرة نعم لكن المهيمنة الاولى ثقافيا على العالم الاوسع القديم

و مصطلح "الهلنستية"كما وضح لنا بدران سابقا يعنى انتشار الثقافة اليونانية خارج اليونان

فبعد موت اسكندر و تقسيم الامبراطورية بين الاصدقاء سادت الثقافة الاثينية فى عوالم فارس و الشام و العراق و ربما الاهم مصر ....لكن يبدو ان اطلاق اللفظ على عواهلة خطأ فى حد ذاته و هو الشئ الذى يحاول ديورانت تجنبه طيلة الكتاب

نعم سادت ثقافة أثينا و عاداتها بل و لغتها لفترة لكن بدون تغيير؟ يثبت لنا التاريخ اولا و ديورانت ثانيا ان لا شئ يدخل مصر و يخرج منها على حاله .... فعالم الشرق الادنى الخصب الاقدم فى سلم الحضارة فى الدين و اللغة خاصة لم يكن ليتخلى بسرعه و سهولة عن اصله حتى و ان طليت سريعا و دون اتقان طبقة من "الأثينية"فوق كل شئ

فتتبع مجرى الامور و لا نموذج اوضح من البطالمة فى مصر القديمة التى نراها سرعان ما تبنت النظام الاقتصاد ذاته للفراعنة مع الفلاحين و ارض مصر الزراعية الشاسعة ....فعاد تأجير الاراضى للفلاح و المعدات و توريد اغلب الحصاد و رجع اشراف الحكومة المركزية على التجارة بوكلاء معينين من قبل الدولة لتوزيع بضائع الدولة....بل تحول بطليموس و ابنائه من بعده فرعون-ملك-محسن-منقذ كعادته المصريين فى كل عهد ، ربما تحدثت الطبقة العليا اليونانية لكن كون الوسيط بينهما الاسكندر و من بعده بطليموس ابناء مقدونيا الملكية منع وصول الديموقراطية اليونانية بدورها ربما لان اثينا ذاتها كانت قد اجبرت فى هذا العصر على تركها هى الاخرى

و بنموذج الاسكندرية مركز التنوع الثقافى بين المصريين و البطالمة و اليونان و اليهود و الزنج فى مجتمع لم يتوفر حتى فى عز أثينا ان تكون طبقاته بهذا القرب و الاختلاط خاصة مع الصعود الاجتماعى الباهر للنساء فى الادب و السياسة و هو ما حرمت منه كثير حتى فى ظل الديموقراطية الاثينية

ينتهى الامر اذن بالنهاية المتوقعة فلم تنجح الهة اليونان مهما تم دعمها من نظام الحكم او رجال الدين مدفوعى الأجر ...فرجعت عبادة ايزيس و تحول سرابس الاله الى اصله الاول فصار مرة أخرى اوزريس ...و هو ما يراه ديورانت مقدمة لتحول الاولى الى مريم و الثانى الى مسيح بعد عهد لم يعد بعيد
*****************
اكثر من فصل خصصه ديورانت لليهود فى هذا الكتاب -بعد تخصيص جزء لهم فى المجلد الثانى و هو ما سيتكرر فى مجلدات لاحقة فضرب عليهم ديورانت الشتات و لم يجمع قصتهم فى كتاب واحد قط- خاصة ان تلك الحقبة موضع الكتاب هى الحقبة المفترضة فى "كتابة"كثير من اسفار العهد القديم

قامت عملية الأغرقة ان صح التعبير على اليهود كذلك و كما لم ينجح مع المصريين لم يفلح مع اليهود و لسبب لجؤ أنتيوخوس الرابع الى العنف معهم و كثير من القتل و الرشو لزعمائهم ادى ذلك الى النهاية الاكثر توقعا ، غلبة التشدد و التقوقع أكثر فاكثر و تطورت فئة (المتقين) المتزمتة ..الامر الذى ادى بعد حروب و تطورات كثيرة الى اللجؤ فى النهاية الى روما للتخلص من اليونان بشرط معنى فضفاض اقرب للحكم الذاتى

و بتعاون متبادل بين يهود مصر -المنعمين نسبيا و متحدثى اليونانية- و بين يهود فلسطين بما مروا به من شدائد كانت كتابة العهد القديم ، فترى برؤيا العين الفارق الحسى بين نشيد الانشاد الذى دون بقلم يهود اسكندرية و بين سفر دانيال المدون فى فترة و مكان الاضطهاد بقلم فئة المتقين فى فلسطين.....و تسرب -فى رأى ديورانت- مفاهيم البعث و الخلود و الثواب و العقاب الابديين من ديانات الشرق الادنى فتكون "دين جديد اقوى من دين اليهود"نفسه
**********
و يتبقى لنا حديث ديورانت المطول عن فن عصر التشتت بنهضته و غزارته المفاجأة و ما اسماه استسلام الفلسفة ليرجع مرة أخرى الدين الى الساحة بعد عصر سقراط و رفاقه و بحث الانسان عن الانضباط الدنيوى الذى ربما اثبت فشله

ليمهد لنا بفصل قصير عن روما ، تلك التى ينتابع قصتها بدءا من المجلد القادم ....المجلد الرابع عشر فى رحلة ديورانت ، انا ، و الحضارة الطويلة

دينا نبيل
١١ يناير ٢٠١٥

الشكوى المدارية

$
0
0

البوست ده مستهلك سيكا و بيحاول  -على قد مقدره كاتبه- ان يبعد عن الابتذال

محمد منير احلى واحد فى الكون "يقفش"احساس و حالة بعينها و يكدسها فى جمل قصيرة كأنها قصة قصيرة فى حد ذاتها

و مثال على كده احد الاغانى المفضلة ليا : برة الشبابيك

آخر مره اما سبتك
كتمت الشكوة ليه
مش كان احسن حاسبتك
وعرفت القصة ايه
لكن محسبتكيش
وقلتلك لية مافيش
كأنك يا حبيبتي امرك مايهمنيش
انا خايف من ده فيا
من الشكوة المدارية
بالذات في الليلة دية

شوف كده يا مولانا و استمخ معايا بالحته دى ، الواحد منا يفضل يقولك انا كول و اللى فى قلبى على لسانى و بتاع و كلام نعناع و لما ازعل من حد اروح اقوله فى وشه ولا يهمنى ....و الكبلز الجداد يوعدوا بعض اللى مضايق من حاجة يقول و بلاش لف

بس منير بيقفش -و اسمح لى اقول منير   حاف- بداية الصدع اللى بيحصل فى الاتفاقات ، اول ما تلاقى روحك زعلت منه و مش عارف تقول له ... تتكسر الحرارة و يتحط بدالها تجلد و جمل غير منطوقة ، حاجة كدة زى رأيى سارامجو ان مفيش حاجة اسمها "صمت بليغ"فى جمل مبتورة مبتسرة اتقالت بالفعل بس ما نطقهاش اللسان ، او زى نوفيلا ميلان كونديرا "لعبة اتوستوب"لما كل التغييرات فى الابطال مكبوته و السطح هادى

*********

و على الرغم من انى بحب محمد منير -و اسمح لى اقول له منير حاف كده- بس الراجل ظلمنا كبنات الصراحة .... المعانى حلوة قوووى بس رجالى بشنبات ، حاجة زى

الفرصه بنت جميله راكبه عجله ببدال
شعرها بيطير قدامها بيدارى علينا جمالها
العاقل لو يلحقها يتبدل بيه الحال الفرصه
لو ننده مبتسمعش اصلها بتسد ودنها
لو راحت مبترجعش دى شقيه وليها دللها

التعبير العبقرى الرائع ابن العشرتلاف و خمسماية ده مش عارفه اقوله ، هو انا يا ربى ماليش نفس احلم بفرصه انا كمان؟! بس بنت و شعر و بدال ازاى يا عم منير؟ اغنى الاغنية دى ازاى ما غير ما الناس اللى دماغها شمال تظن بيا الظنون على كبر؟!

طنط سيمون دى بفوار عندها حق احنا "الجنس الاخر"للاسف ، كل حاجة لازم تتعمل لنا مخصوص من محلات المقاسات المميزة :(

العافية للدود

$
0
0

انا مش بحب طعم العيش الطرى و السخن اصلا مهما حبيت ريحته و اتغزلت فى جمال شكله و مدحت فى اللى اشتراه ، العيش البايت اللى تسخنه و "تقمره"على ايدك ده مزاج مختلف و لسه عندى قناعه ب خرافات امى القديمة ان "الخبيز السخن يوجع المعدة"

و لسبب ما امتد الحب ده للكتب ، فنادرا لما بشترى كتب جديدة بنار المطبعة -مش بس. لاسباب مالية- لا  لانى حتى لو اشتريتها هاركنها لحد ما الدوشة عليها تروح خاصة ان كل حالات الاستثناء اللى عملتها فشلت معايا فشل غريب و متفق عليه

و اخيرا مش معقول كل الطلبات اللى بشوفها و توصل لى ناس عايزة "حاجات خفيفة و سريعه و حلوة و بنت ناس و عبقرية و اقل من ٢٠٠ صفحة" .....امال هنقرا الاخوة كرمازوف و لمن تدق الاجراس و الحرب و السلام و زوربا و الاخر مثلى و الحرافيش  امتى بالصلاة عالنبى؟!!

كان فى فى رباعية الاسكندرية ل لورنس داريل شخصية مؤلف بيطالب ان كل صفحات الكتاب تبقى ملحومة لان فى رأيه القارئ اللى معندوش الجرأة يمسك للمؤلف السكينة و يفتح الورق بنفسه ميستهلش القراية

على الطلاق ما هينفع كلنا نتخصص جلدية و نقرا هيبتا ...على الطلاق ما هينفع ، انتوا بتوفروا صحكتوا لايه نفسى افهم؟ ده العافية للدود على رأى جدتى

الناس كلها بتسأل على تخصص مفهوش سهر و كتب مفهاش ورق...هنضرب الارض تطلع بطيخ هو فى ايه؟ ما نعض فى الدنيا شوية

#كلكم_عايزين_تبقوا_فتوات_امال_مين_اللي_حينضرب؟


الكشاف

$
0
0

حصيلة استعارة النهاردة من المكتبة العامة

قول بغض النظر عن شكلهم الضخم ، ان و انا فى الميكروباص كنت هاقع فالست اللى ورايا سندتنى و لمت لى الكتب و قالت لى ربنا نجحك يا بنتى ، و انهم فى المكتبة عندهم قناعه انا طالبة فى كلية الاداب و يوم ما رحت و على دراعى البالطو فضلوا يبصوا لى بشك ، ولا ان مصر كلها مشغولة بانها بتصدر كتب و نازلة المعرض و انا بس بحشر روحى فى سلاسل الكتب الطويلة اللى مبتخلصش

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل و عيون الاقاويل فى وجوه التأويل ل كاتبه و مؤلفه محمود بن عمر الزمخشرى ...المعروف اعلاميا ب كشاف الزمخشر ، كتاب مهم رغم كل حاجة اتقالت و لسه هتتقال و لو ربنا قوى عزيمتى و خلانى انفذ خطتى و اقراه كامل يبقى ضيفت حاجة -مهمة- لرصيدى

شوف بقى لما كتاب لمؤلف معتزلى و كمان فيه خلافات على سند الاحاديث يكون فى المرتبة دى و ينتزع الاعتراف من لسان الخصم او العدو حتى فى مرحلة من مراحل التاريخ ، و من فرط جماله تتحط الهوامش للرد على اجزاء النزعة المعتزلية و السجال بالهوامش لفوق الالف صعبة هيكون مرهق بس ثرى ...و يضاف له تخريج الاحاديث عشان ميتحرمش القارئ من الدرر دى

مش معقول كل ما اجى اقرا تفسير يكتبوا (و قال صاحب الكشاف) و على ايه؟ ادى الكشاف و ادى الزمخشرى نفسهم ......و الاسلوب مش معقد زى ما انت متخيل

و طبعا القراءة الموازية للقصة الحضارة مكمل فى حاله ، غير ان الزمخشرى ب١٣٠ جنية و المجلد ده من قصة الحضارة ب٩٦ جنية و اخدناهم ببلاش ربنا يخلى لنا المكتبات العامة

المكتبة الغربية ل هاروكى ماروكامى

$
0
0

اسم القصة: المكتبة الغريبة
تأليف: هاروكى موركامى
ترجمة: يونس بن عمارة
عدد الصفحات: ٢٨ صفحة
التقييم: ٥/٣

القصة المتقلبة القصيرة الجديدة لعزيزنا الذى يهوى اتعابنا و اثارة الاسئلة فينا دون الاجابات : هاروكى موركامى تهل علينا مترجمة ترجمة سلسة و خالية من المتاعب ل يونس بن عمارة

المكتبة ذات المظهر البسيط التى جعلها هاروكى -كعادته- مسرح للميتافزيقا و التنقل السريع بين الافكار و المواقف ....و لعل اجمل ما فيها هو تقبل ابطالها لذلك العجب دون ادنى احساس بالمفاجأة او التوتر ، فان يهدد طفل ان تأكل دماغه -حرفيا- متقبل و منطقى كرؤية عصفور مغرد  ، و ظهور و اختفاء الشخصيات جسديا لا يثير التعجب اكثر من شرب كوب من الشاى الساخن المحلى بالعسل

و ينشأ من هذا التناقض ما فعله هاروكى من قبل بمهارة يحسد عليها ان يصنع عالم موازى مستقل له قوانينه الخاصة و مشاكله التى يتفرد بيها عن غيره

ببداية تقليدية هادئة و وسط عجيب صاخب و نهاية حزينة بعض الشئ كانت اقصوصة موركامى الجديدة : المكتبة الغريبة

دينا نبيل
١٥ يناير ٢٠١٥

خريف البطريرك ل ماركيز

$
0
0

اسم الرواية: خريف البطريرك
تأليف: جبرييل جارسيا ماركيز
ترجمة: محمد على اليوسفى
عدد الصفحات: ٣٠٢ صفحة
اصدارات دار المدى
التقييم: ٥/٥

ان اردت التعرف على الواقعية السحرية فابتعد عن كتب النقد و تعالى لتأخذ جولة معى فى رياض الساحر ماركيز حين يعلمنا ان الواقعية السحرية ان تغرز قدميك فى الطين بينما ترفرف اجنحتك بين السحاب ، ان تخلق قصة شديدة البساطة و الواقعية و القرب منك كأنك ان مشيت فى حوارى مدينتك ستصطدم بشخصياتها و فى نفس الوقت تتكون قصة شديدة التعقيد و العمق تلقى بك فى متاهات العبث

قصة غير عادية ، كتبها كاتب غير عادى ل قارئ ليس عادى...فالصبر على تلونات ماركيز يحتاج ثقة فى ذلك الكولومبى المجنون لتدخل الى العالم الموازى الذى صنعه و الذى يحمل قوانينه الخاصة

يد الفتاة القاسية ، الغضة ك يد مطران ، خصيتان مفتوقتان لا ينام الا بعد يهدهدما مدندنا: نعم يا صغيرى ، و قدامان اشبه ما يكون بشاهدى قبر ..يغنى نصف مخمور "انا الملك المفتون احترم القانون"   فى ظل اضواء المنارة تضئ للبحارة، يده تلقى بملح العافية على رؤوس العميان و مصابى البرص و الشلل ، ينام وراء بابه بمزاليج و تراجات و دعامات ثلاثة على بطنه و يديه مطويه تحت رأسه فى هدوء لا يقطعه سوى اجترار البقر البطئ و التنفس الخامد لعيد ميلاده.. ..كان البطريرك طويل العمر

عالم ماركيز الذى يعدو فيه ان يكسب الحاكم كل جوائز اليانصيب ممكن ، تفجير اطفال فى منتصف المحيط حدث عادى ، و ان تموت اكثر من مرة فعل تقليدى
*******
اما الوصف الماركيزى فيستحق منا دراسات و ابحاث و ربما دروس لصغار المؤلفين عن تلك الخلطة السحرية فى ان تطيل دون ان تمل  ، ان تستخدمها لترسم لوحة دقيقة عن مسرح احداثك او لتجعل القارئ جزء منها لا ان يكون هدفك زيادة عدد الصفحات و ليسمح لى قارئ المقال باقتباس جزء من تهيئة ماركيز لحدث ما فى العمل:

"حيث كان طائر الكروان يغنى الساعه الحادى عشر ما بين ازهار الجيرانيوم الذهبية و حيث كان طائر التوربيال ايضا يغنى و هو نشوان برائحة الاسيتون المنتشرة بين اغذاق الموز فى مساميرها تحت التسقيفه الامامية ، كان ضوء ذلك الثلاثاء المشؤوم من شهر اغسطس يواصل انتشاره بين اوراق الموز الجديدة فى الفناء و جسم الايل الفتى الذى اصطداته زوجى و قتله ذلك الصبح ثم تركه ينزف معلقا من احدى قوائمه "

هل ادركت كيف وصلت لقلب الحدث ، رائحة الموز و الدم و الازهار ، صوت الكروان و التوربيال ، ضوء الشمس يتخلل ...ليجعلك تستخدم حواسك كلها
********
اما الحوار الذى ياخذ شكل التداعى كما يفسر لنا المترجم العبقرى محمد على اليوسيفى ، فهو ينتقل فجأة و دون مقدمات من المخاطب الى الغائب الى الانا و يترك لك كقارئ الاكتشاف كما فعلها جويس فى عوليس و فولكنر  فى "الصخب و العنف" ... الرواية التى يقول عنها ماركيز انها غير جماهرية تحتاج كما قلنا ل قارئ غير عادى لا يخشى ان يبذل مجهود فكرى صغير و انغماس فى القصة المتقلبة و كسر للصدفه احيانا .... لكنه -بالتاكيد- سيحظى باللؤلؤ الفكرى وحده

فى تلك الرواية التى لم تكفى كتابتها سوى سبع سنوات كاملة!

دينا نبيل
١٣ يناير ٢٠١٥

البلدة الأخرى ل ابراهيم عبد المجيد

$
0
0

اسم الرواية: البلدة الأخرى
تأليف: ابراهيم عبد المجيد
عدد الصفحات: ٣٨٧ صفحة
اصدارات دار الشروق
التقييم ٥/٤

هل يحتاج ابراهيم عبد المجيد رفيق الدرب الطويل الى اثبات قدراته ك أديب قادر على الامساك بتلابيب خطوطه الدرامية؟ بالطبع لا ، على الاقل بعد ابداعه فى عتبات البهجة و لا احد ينام فى الاسكندرية ....لكنه يصر على تقديم عمل متماسك انسانى فى المقام الاول ك: البلدة الأخرى

الامر اذن عن كيف الوصول الى ذلك التوازن بين حركة الاحداث و كثرة الخطوط و تفاصيلها و تقلبات السياسة دون المساس بعمق النفس البشرية و كل ما يدور بها من تأملات و مشاعر و جمل مبتورة كمم الصمت انفاسها ....الامر ان تتحدث عن الكون باكمله و حال سبعة مليار من البشر دون ان تنسى ثراء ذلك الواحد الذى يستحق اهتمام لا يقل عن الاولى

**************
"لا اصدق انه يمكن ان تنزل من فندق و تدخل المسجد النبوى فى دقائق  ، توقعت ان اهتز و ابكى ....ربما لهذا السبب لم يحدث شئ"

"كيف حقا لا ابكى؟ ...من ينقذنى من حالة الخلاء الروحى التى تلبستنى منذ زمن طويل؟"

هرب اذن عبد المجيد من فخ النمطية عن ذلك البطل الذى يشعر بالشك و البرود الذى سيركع على ركبتيه يبكى و تنزل دموع الايمان حين يمس الارض المقدسة .....لم يكن ولا كان الامر بسيطا قط لكن سطحه الادب فترة طويلة و جاء اخيرا رواد الرواية المصرية الحديثة ليفكوا الشفرة

هل سمعت فيروز تشدو "فى أمل"حين تسألت "حبيبى احساسى ، ها القد معقول يزول؟!"
**************
فى جو خانق متعمد طيلة العمل ...فى تبوك ، المدينة المنورة ، القاهرة ، الاسكندرية ....يستمر الضيق و الخناق ، لا شئ يدفع للامام و لا شئ يشد للبقاء

حتى الديار لم يعد فيها الدعاء الحزين بعد الاذان ، قلق الام حين تمرض .....او رائحة الوطن

دينا نبيل
١٧ يناير ٢٠١٥

الكهف ل سارامجو pdf

$
0
0

النهاردة يوم سعيد....و اخيرا رواية  "الكهف"ل جوزية سارامجو ، الرواية الوحيدة للبرنس البرتغالى اللى مش موجودة عالنت : اخيرا بقت متوفرة

https://drive.google.com/file/d/0B1YuVGBlTXvhaWVFM0VKY3FDamM/edit?pli=1

Tags:
الكهف ل سارامجو pdf ، الكهف ساراماغو pdf ، الكهف سارامجو 4shared ، تحميل الكهف سارامجو بى دى اف

دنيا الله ل نجيب محفوظ

$
0
0

مجموعة قصصية: دنيا الله
تأليف: نجيب محفوظ
عدد الصفحات: ٢٠٥ صفحة
اصدارات دار الشروق
التقييم: ٥/٤

المجموعة القصصية التى تضم ١٤ قصة تتفاوت فى الحجم و المستوى يبرز منها -فى رأيى- قصتين يتضح فيهما مستوى اديبنا العالمى الذى ما وصل لها الا بانغماسه التام فى محلية بلده الساحرة

الاولى هى الجامع فى الدرب و الاخرى و ربما الاكثر شهرة "زعبلاوى"
**********
الجامع فى الدرب....قصة تبدأ بحال و تنتهى بحال مغاير ، فالجامع يقع فى منطقة فاسدة من العاهرات و القوادين و الدعارة و المسجد لا يصلى فيه الا واحد  ، و الدرس الدينى الذى يلقيه الشيخ عبد ربه  -الذى يبدو لنا فى تلك اللحظة مظلوما و مقهورا راغبا فى دين الله لكنه غير مستطيع - لا يحضره الا ذلك المصلى الوحيد  و خادم الجامع

فى تلك اللحظة يقع انطباع القارئ عن نموذج كلاسيكى ...شيخ متدين و جمهور ضال مخمور بالدنيا ، الى ان يصمم لنا عم نجيب موقف جديد بان تعمم فى المساجد اوامر سياسية بتحديد الخطبة لتأييد اولى الامر حقا كان او باطل و هو ما يرفضه معظم الشيوخ و يقبله شيخنا

يلعب ها هنا محفوظ لعبته الدرامية حين تتبدل المشاعر ...فالقارئ فى تلك اللحظة لا يمقت الامام فقط بل انه يبدى تعاطف مع العاهرات و السكارى بمجرد ان تسمع الى شكاواهم و مأساتهم

ربما ما يقلل من قيمة العمل -رغم العاب الدراما الممتازة فيه- ان النهاية جاءت تربوية اكثر من اللازم و عقابية اكثر مما يجب فى رأيى
***********
القصة "زعبلاوى"و التى افرد لها جورج طرابيشى فصل كامل فى تحليلها و تفسير دروبها فى كتابه الشيق "الله فى رحلة نجيب محفوظ الفكرية"و التى اعتبرها ليس فقط طرابيشى بل عدد من النقاد بمثابة نواة لروايته الاهم اولاد حارتنا

تبدأ بالبطل الذى لم يبح لنا باسمه يصاب "بالداء الذى ليس له دواء"و بعد فشل العلم فى معضلته يتم البحث عن زعبلاوى -طبعا تشابة الاسم مع الجبلاوى لا يحتاج لتوضيح- ذلك الولى من اولياء الله الذى بعد ان كان فى الازمان الابسط واضحا معروف الوجهة و العنوان يصبح مشردا بل و متهما من البوليس بالدجل...و تبدأ رحلة البحث الطويلة من حارة ل حارة و من مجلس ل مجلس

يستخدم نجيب محفوظ القدر المثالى من الرمزية فلا افراط ولا تفريط ...فيمثل احد التابعين القدماء لزعبلاوى من يرتدى ملابس الافندية بل و ينتفض حين يسأل عن علاقته به ، العلاقة قد انفضت من ازمان و صارت حتى تلك الذكرى ثقيلة على النفس مثيره لفزعه ، بينما نرى أخرى مشتاق راغب ، و ثالث فاقد الامل

و نكرر قولنا ان فى حياة البشرية اوقات كثيرة عادة ترتبط بذروة من الحضارة ترى فيها ان السماء اصبحت ثقيلة على الارض و ان الانسان لم يعد يحتاج الالهة و ان الدين قصة قديمة علاها التراب و وجب التخلص منها ...و صحيح ان تلك البشرية عادة ما تفشل نفسها بنفسها فترجع سريعا -و بمبالغة اخرى- الى حضن الدين لكن ذلك العصر من التقلقل و الشكوك هو ذلك العصر الذى كتب فيه محفوظ رائعته الانسانية باقتدار

تلك المرة لم يقف محفوظ بجانب نيتشه معلنا "موت الاله ، الدين، الجبلاوى ، زعبلاوى"كما فعل فى اولاد حارتنا ...بل ينتصر له حين يصل بطلنا له وصول جزئى لتستمر رحلة بطلنا و البشرية معه يبحث كلا منا على زعبلاوى على طريقته الخاصة

دينا نبيل
١٨ يناير ٢٠١٥

قصة الحضارة ١١: اليونان ٣

$
0
0

اسم الكتاب: اليونان ٣ ، المجلد الحادى عشر من موسوعة قصة الحضارة
تأليف: وول ديورانت
عدد الصفحات: ٣٨٤ صفحة
المترجم: محمد بدران
اصدارات دار نوبليس-بيروت
المجلد يوازى السابع فى اصدارات الجامعة العربية

تلك المرة فى رحلة ديورانت العجائبية فى تاريخ البشر المعقد نتوجه الى ما اسماه المؤرخون (عصر اليونان الذهبى) الذى يضم ما بين عامى ٤٨٠ ق م : ٣٩٩ ق م و ما حواها من نهضة اليونان بعد موقعة سلاميس و مثيلاتها لتاخذ اثينا موقع القيادة بين المدن اليونانية الكثيرة التى طالما حازت بشخصيتها المستقلة لتنتظم جميعا فى ذلك العقد الضخم الذى كون الامبراطورية اليونانية صغيرة الحجم كبيرة التأثير

اثينا التى بحثت عن قائدها بين شخصيات كثيرة جربتهم جميعا ك ثمستكليز -الذى لا ضمير له و الذ سير تاريخ اليونان-  و ارستيديز الرجل الفاضل و بركليز الرجل المنزه كما يطلق عليهم ديورانت .... الى ان استقر الامر ل بركليز الذى كتب له القدر ان يصير قائد للامبراطورية الوليدة

فى فصل خاص للديموقراطية الاثينيه التى يدين لها العصر الحديث بالكثير رغم قصورها على الاحرار و السن و الرقيق و الاعيان و الابناء غير الشريعين و غيرها من القيود التى كادت تقوض وجودها لولا فضل انها الاولى و النموذج البدائى لما بنى عليه العالم حضارته الحديثة ، و ابتكرت وصول الانتخابات للقضاء و القوانين و النظم الادارية
************
و فصول متتابعة لتفاصيل حياة اهل اليونان و خاصة اثينا الحبيبة ف صراع الاحرار و الرقيق ، الاغنياء و الفقراء ، اهل التجارة فى مواجهة مالكى الارض ، حركات تحرير المرأة الوليدة

و اخلاق و طفولة و ملابس و صداقة و حتى نظرة المجتمع للجنس خارج منظومة الزواج فى نظرة تقليدية للعهر كجزء طبيعى من المجتمع و حماية للمتزوجين و المتزوجات بل و تمادى ذلك عندما اصبح مصدر للدخل القومى بعد فرض ضريبة على مكاسبه

يتبع ذلك فصول عن العمارة و النحت و التصوير ..فصول قد تثقل على القارئ لكنها ترسم صورة ثلاثية الابعاد شديدة التفاصيل لذلك العصر تجعلك تراه رؤيا العين و ديورانت رغم ذلك يستطيع بخفته المعهودة و ذكائه ان يخف على القارئ بين الحين و الاخر بصغائر الغرائب و الحكايا التى تكسر الجدية و تبعد قصة الحضارة عن رتابة الدراسات الاجتماعية المعتادة
**************
اما فصل تقدم العلوم خاصة ما وضعه ابقراط للطب ، و اضافات علم الرياضة و انكساجوراس

ثم الاهم فى تقديم السوفسطائيون للقارئ العربى خارج الاطار التقليدى لهم فيقدمهم كمفكرين و من فتح الباب لخروج اليونان من عباءة اساطير جبل الاولمب و دعوة لعلمانية مبكرة و لا ادرية واسعة ...مهدت حتى لظهور سقراط المتجول فى اسواق المدينة طارحا الاسئلة و مفكك العقليات المتجمدة فثار بها قلق لم يهزمه حتى سم الشوكران
**************
و تنتهى دراسة ديورانت للعصر الذهبى -فى ذلك الجزء على الاقل- بدراسة عن الاداب اليونانية و خاصة فن المسرح الذى كان من اضافات اثينا للحضارة فى حد ذاتها

فى الفصل تثقيف القارئ العادى عن اسكلس و سفكليز -من كنت اتخيلهم شخص واحد بجهلى التام- و عن كتابات يوريديز و ارسطوفان يتضمن ذلك مقتطفات -مطولة احيانا- عن الاعمال و اجزاءها الاجمل و الاكثر مناقشة لمشاكل البشر عموما و ليس اهل اليونان فقط

ننطلق اذن الى المجلد الثانى عشر فى الملحمة الكبيرة

دينا نبيل
١ يناير ٢٠١٥


قصة الحضارة ١٠: اليونان ٢

$
0
0

اسم الكتاب: اليونان ٢ ، المجلد العاشر من قصة الحضارة ل وول ديورانت
عدد الصفحات: ٢٥٤ صفحة
المترجم: محمد بدران
اصدارات دار نوبليس - بيروت
التقييم: ٥/٤
المجلد يوازى المجلد السادس فى طبعة مكتبة الجامعه العربية

الجزء الذى بين ايدينا فى ملحمة ديورانت الكبرى التى كثيرا ما تصيب القارئ بالدوار لكن لا تبخل عليه ابدا بالمعرفة و التأمل ، فى هذا المجلد العاشر نوصل رحلتنا الى بلاد اليونان

يقسم وول هنا كتابه الى شقين ، الاول عن "الهجرة"و هو جزء اكاديمى و ممل بعض الشئ لكنه ضرورى لفهم توزيع سكان تلك البلاد التى سنسكنها فى المجلدات التاليه

يلف بنا فى جولة فى المدن الاثنى عشر الايونية بترجمة قصيرة لفضلها و ما قدمته لبلاد اليونان و ربما العالم ....فتتعرف على ميليتس موطن الفلسفه الاول خاصة طاليس الخالد الذى سئل عن اصعب الاشياء فاجاب ان تعرف نفسك ، و عن اسهلها فاجاب ان تبدى النصح و عن طريق الفضيلة فقال انلا نفعل ما نلوم غيرنا عليه....و يعرف المثقف العادى على اسماء لم يعهدها ك طشيوز و ازمير و فوسيا و يقوم بدور المدرس لنا ليلقننا قصص المدن و يدخلها برفق فى ذهننا

و فصل خاص لفيثاغورس ، طريقته و نظرياته و تلاميذه
**************
اما الشق الثانى الاكثر اثارة هو الفصول المتتابعة عن الالهة اليونانية

لا شك ان الهة اليونان و هو مفهوم اوسع بكثير من الهة الاولمب وحدها و ما تحويه من اساطير و خرافات مسلية للقارئ العادى هو سبب متعة هذا الفصل بذاته اكثر من معظم اجزاء قصة الحضارة

فى هذا الفصل يدون وول ديورانت نظريته ان الاصل فى نفس البشر الدينيه هو الشرك لا التوحيد و يضرب بذلك امثلة لديانات الشرق الادنى و اليونان نفسها بل يمتد الى ان المسيحية نفسها رغم اقرارها بالتوحيد فان دين العامة بها يزخر بتقديس للقدسين و التبارك بهم بما يكشف رجوع الانسان الى فطرته الاولى ... الامر الذى يقاطعه بغضب المترجم محمد بدران فيما اراه غير لائقا بتعليقات متكررة متعددة تقطع تسلسل افكار النص الاصلى و تجبر القارئ على سماع افكار المترجم العربى دون النظرية الاولى و كان اولى به -فى رأيى- ان يخصص مقدمة او تذييل لتلك الافكار بدل من كثرة التعليقات و افساد الجو العام

و يحل المؤلف معضلة تمسك اليونانيين بالاخلاق فى ظل ديانه متخبطة لا توعد بخير للمصيب ولا بشر للمخطئ ، بل و يفض مسألة كيف ارتبط اليونانى الفقير و الطبقات العريضة بدين موازى لالهة الاولمب التى لم تكن الدين الوحيد سوى لاثرياء القوم
**************
و ينتهى هذا الفصل بفصل حروب اليونان و بلاد ايران التى تمثل قمتها موقعه سلاميس الشهيرة التى فتحت باب ل اثينا ان تتولى قيادة الامبراطورية الوليده لتدخل عصرها الذهبى

الى المجلد الحادى عشر ننطلق

دينا نبيل
٢٧ ديسمبر ٢٠١٤

قصة الحضارة ١٤: روما ١

$
0
0

اسم الكتاب : روما ١ - المجلد الرابع عشر من مجلدات قصة الحضاره
تاليف : ويل ديورانت
ترجمة : محمد بدران
عدد الصفحات : ٣٥٦ صفحة
من اصدارات : دار نوبليس
ملحوظه : ذلك المجلد يوازي المجلد التاسع تبعا لطبعه دار الجيل ومكتبة الجامعه العربيه

في هذا المجلد يبدا "ديورنت "رحلته الطويله في كشف تاريخ روما والحضاره اللاتينيه ، يقسم المؤلف في عذا المجلد التاريخ الي ثلاث حقب كبيره .

في الحقبه الاولي ( من عام٨٠٠ الي ٥٠٨ ق.م) ما اسماه "اصل الرومان والحياه في التسكان "ولعل تلك الحقبه هي اقلها اثاره للاهتمام ومتعه ، ولا يقتصرالامر  هنا علي قله الموارد التاريخيه وقلة ثقتنا في اخبارها  ، بل ان الامر يتعدي ذلك!  ان هذا التحضير في مرحله ماقبل الجمهوريه هو ببساطه غير مثير للاهتمام ، فى تلك المرحله يروي لنا ديورنت سيطرة التسكانيين علي موارد روما ورحله هذا البلد في التخلص منهم خاصة مع اصلهم الهندو-اوروبي وقصور حياتهم الفنيه .

بينما في الحقبة الثانيه من عام ( ٥٠٨ لعام ٢٦٤ ق.م ) وهو ما اسماه المؤلف - الكفاح في سبيل الديموقراطيه ، وهو ذلك العصر من السلم النسبي الذي اسست فيه حضارة روما الوليدة للدستور التشريع ، الحكام ، القانون ، وتلم الحرب المستمره بين طبقات المجتمع المختلفه ، وهو مانجده مشابها لدرجه كبيره للنزاع في اثينا بين الفقراء والاغنياء ، الاحرار والعبيد ، التجار والصناع ، ولكن بالاضافه الي السلاح السحري الذي استخدمه فقراء روما حين انسحبوا اكثر من مره عبر التاريخ الي الجبال المقدسه رافضين الحرب ، ودفع ضرائب ليحصلوا في كل مره علي جزء من حقوقهم السياسيه والماديه علي السواء .

في تلك المرحله المهمه من تاريخ روما نجدها قد سلكت نفس طريق اثينا من قبلها حن اجتاحت مدن البلونيز ، فتفتح روما في هذا العصر بقية ايطاليا  وكنت روما في بادئ الامر مجرد عضوة في تحالف مدن ايطاليا ولكنها ما لبثت ان اصبحت زعيمه ومن ثم سيدته المطلقه!!!  وظلت بلاد الغالة حجر عثر امام روما العظيمه ، ويظل الشمال الايطالي مقلقلا الي عهد يوليوس قيصر ليبقي في حد ذاته عامل من عوامل حسم حرب قرطاجه الكبيره .

اما في الحقبه الثالثه وهي اكثرهم اثاره علي الااطلاق ، تلك الممتده من عام ( ٢٦٤ الي ٢٠٢ ق.م ) يقع الصراع - الذي كان لابد منها - بين قرطاج الوليده وروما الناشئه للسيطره علي البحر المتةسط في ظل احتضار اليونان .

وعلي الرغم من ظهور اسماء براقه في تلك الحرب الشرسه امثال : هملكار ، وسبيو .. تظل شخصه هنيبال هي الاكثر سحريه علي الاطلاق!  الشاب الذي حارب٣٦ عاما خارج ارض، وفي قلب بلاد العدو الذي قام بتلك الرحله التاريخيه ، بل وغير من قواعد العسكريه كامله ، فهزم البرد ، والثلوج ، والجبن ، وقارب ان يهزم الموت نفسه الا ان هزمته - كالعاده - الخيانه! ،ولا اعلم كيف كان سيكون شكل العالم اذا انتصر فيها هانيبال الشجاع ، ولا يسعك الا الشعور بالحزن فيب كل مره تقرا فيها تفاصل حياته المذهلة

************************************

وكعادته معنا لا يترك ديرنت شيئا للخيال ، فيوضح لنا في فصل خاص احوال روما من بدايه الجمهورية الي انتصارها الاسطورى علي قرطاج ، فيحدثنا عن نموذج الاسره في روما في هذا العصر المحافظ ، فيما اسماه ( روما الرواقيه ) حيث الاسره الابويه والاخلاق المبنيه علي الدين ، الاداب المتواضعه ، واقتصار الفن علي التقليد والسطحي من الامور ، استقلال الزراعه ، وبدائة الصناعه ، وتواضع الحياه العامه فى روما من ملبس و مأكل ، وقناعه المواطنين باحترام رب الاسره والاجلال من شان الموت ، بل ورؤيه الرومان في هذا العصر الي الحياه بعد الموت ، وهو فصل ضروري علي الرغم من ملله ، لتقارن انت كقارئ بين تلك الاحوال ما ستتحول اليه بعد فتح بلاد اليونان .

وفي تركيز خاص علي الهه الرومان نجدها اقل اثاره خاصه في هذا العصر عن الهه اليونان ، فاين مارش وجيوبيتر وتيرمنس من روعه وخيال بل ودراما الهه الاوليمب!  تلك التي الهمت بقصصها الملهاه والماساه في المسرح وغيره لقرون!

و لك ان تقارن هذا التقشف بما بتحولت له روما حين فتحت اثينا عسكريا و فتحت اثينا روما ثقافيا فالثراء و الترف اصبحوا الاساس و ما خلاه استثناء بتوفر عامل المال المتدفق من المدن الخاسرة من جانب و من ثقافة الترف المستجلبة معاها مع جانب اخر

و كان من المنطقى تدفق سلعه اثينا الاهم الى روما المنتصرة : الفلسفة....و مثال صغير على ذلك حادثة بسيطة عام ١٥٩ ق م حين زار مدير المكتبة الرواقية روما و كسرت ساقه فيها فامضى وقت النقاهة فى المحاضرات و فى صحبه الشباب ، و حتى رفض مجلس الشيوخ لذلك بل و "ترحيل"بعض الفلاسفة لم يمنع الطوفان فى شئ فسافر شباب روما الى منهل اليونان نفسه ليتذوق طعم فلسفة التشكك بعد طول صيام

و ينتهى الكتاب بنهاية قرطاج الحزينة التى لم تكتفى بان تساوى المدينة الجميلة بالارض و ضياع جزء غالى من تراث البشرية و حرث ارضها بالملح ....بل قتل جميع اهلها او الاسترقاق

و لم يكن هذا الترف و الانتقام و الانتصار الا طريق للثورة ...فى قصة يحكيها المجلد الخامس عشر من قصة الحضارة الطويلة

دينا نبيل
٢٠ يناير ٢٠١٥

قصة الحضارة ١٥: روما ٢

$
0
0

اسم الكتاب: روما ٢ :  الثورة
المجلد الخامس عشر من قصة الحضارة
تأليف: وول ديورانت
ترجمة: محمد بدران
عدد الصفحات: ٢٦٥ صفحة
اصدارات دار نوبليس- بيروت

فى المحطة الثانية من رحلتنا مع روما نشاهد امبراطوريتنا الوليدة تكاد تتمزق من ازمتها الداخلية ، يروى لنا ديورانت تلك المحطة فى مجلد دسم ممتلئ بالافكار و بالاحداث التاريخية المؤثرة

ينجح ديورانت مرة أخرى فى ان يدخلنا فى داخل المشهد الثورى و يصمم صورة ثلاثية الابعاد ل الاخوين جراكس و من جاء بعدهما انتهاء بقيصر العظيم

بلد اجتاح العالم عسكريا ، انتصر على كل اعداوه و منافسيه ابتداء ب قرطاج الحزينة التى ملحت ارضها و ركبتها اللعنة ، الى اليونان محطة تنوير العالم السابقة ، و كل ما بينهما ... يتخيل القارئ للوهلة الاولى ان كل تلك الانتصار و كل تلك "الاصفار"امام ارقام الوارد على الخزانات و ضرائب الحرب على الامم المغلوبة و وارد القمح و خلاقه سيسهل من حياة روما

لكن حتى للنصر وجه أخر كما للهزيمة ... فحينما كان هانيبال على ابواب روما متوعدا لها بالذل تضافر المجتمع و التحم و باعت النساء الحلى و كادت ان تحارب من اجل بلدها فيما بدا لهم الرمق الاخير ، بينما حين انتصر الرومان لم يزدهم النصر الا بؤسا

يمكن تفسير الامر انطلاقا من القاعدة الشهيرة للعرض و الطلب ، عندما يزيد القمح يقل السعر ، و حين يتضاءل السعر يكف الفلاح عن زراعته ، و حين تتعطل الفلاحة ينتقل هؤلاء الى المدن متبطلين متعطلين منتظرين اموال الدولة و الطعام الجاهز ، و حين يتحول الفلاح ذو الجسم الرياضى القوى الى متبطل فى المدينة يحدث تحولين فى منتهى الخطورة على المستوى الاسترايجى ...الاول انك صرت تعتمد على غذاء الخارج الجاهز بما يحمل القيادة السياسية هم فوق هم ، و الثانى انك تخسر جندى معافى فى الاحتياطى و تلجأ للمرة الاولى فى تاريخ روما الى المرتزقة فتتحول الحرب من وسيلة للدفاع عن وطن الى مسألة عرض و طلب من نوع جديد

و عندما يجلب الرقيق بمئات الالاف تنخفض احتياجات السوق الى العامل الحر متوسط الحال ، و ينفذ الترف و التطرف السمج الى فئة الاغنياء و كالعادة يزداد الفقراء فقرا و الاثرياء ثراء
*************
ترف مستفز و انتقام قاسى من الامم المغلوبة كانا الطريق الذهبى للثورة ، لتطالعك ثورة الرقيق الاولى و الثانية و تقرأ اسماء سبارتكوس و غيره ... لتصدمك تلك الاعداد التى نكل بها عقب احباط كل واحدة من تلك الثورات ، ثورة ابوليا ١٨٥ ق م وحدها الى الى تحولين ٧ الاف من الرقيق الى العمل بالمناجم و هو نوع بائس من الحكم بالاعدام يعلمه قارئ تلك الحقبة جيدا خاصة لان اثينا من قبلها قد استخدمته

و فى عام ١٣٩ ق م تقوم حرب الارقاء الاولى التى تبدأ باجتماع العبيد لقتل احرار المدينة لتهل افواج الارقاء من كل فج عميق ليزداد عدد الثوار من اربعمائة الى ٧٠ الف فى وقت قياسى ليتحل هذا الجيش الصغير على الجزيرة أجرجنم حتى عام ١٣١ ق م قبل ان يرسل جيش اخير لينهى على الامر تماما تلك المرة

و تستمر الثورات الصغيرة منها و الكبير الى ان يأتى جراكس
**************
ساحرة شخصية الاخوين "جراكس"مهما اتفقت او اختلفت مع افكارهم ، ان تجمع الفقراء على ثورة بيضاء تشريعية فى المقام الاول ليعاد توزيع الاراضى -ربما ترتكب وسط كل النية الطيبة خطأ فادح كقانون الحبوب الى يجبر الدولة على توزيع القمح على اهل روما و ما ترتب عليه لاحقا من كوارث- و لضمان حياة كريمة للطبقة الاقل من الاحرار

تزداد الشخصيات ساحرية عندما تتجلى الدراما فى موت جراكس الكبير منتحرا مفضلا الموت بيده على الاسر ، و موت جراكس الصغير و تجز رأسه بيد الفقراء انفسهم لتبدل وزنها ذهبا من اعدائه ثم ينهب بيته
***************
لتبدأ معمعة الحرب الاهلية بين صولا السعيد كما اطلقوا عليه و بين ماريوس ... حرب انهكت الرومان و تفاصيلها امر يستحق الدراسة فى كيفية تدمير الدول ل نفسها و استهلاك مواردها و بشاعة الحروب التى تنشأ بلا اسباب منطقية

و يكفى مثال لمعركة واحدة بين طبقتى الاشراف و الفرسان بقيادة اكتافيوس المحافظ و سنا المتطرف ليقتل عشرة الاف من الطرفين فى يوم ليفوز اكتافيوس و يفر سنا الى خارج روما معلنا تحرير العبيد مستعينا بهم ليكون جيش يقدر على المحافظين فيدوم الارهاب عام كامل تزين رؤوس الاشراف الساحات العامة و يقرر اكتافيوس ان يموت مرتديا كامل ملابسه الرسمية منتظرا اعداءه فى مكان عمله اليومى
************
و وسط الحرب الاهلية و الخارجية  و الثورات و الاضطراب تتحول -كالعادة- الجمهورية بديموقراطيتها الى نموذج النخبة الالجريكى الاضيق ، و منها بالضرورة الى شبه الملكية

و كأن العالم تهيأ لقيصر....

لا يخفى ديورانت اعجابه بقيصر و ربما يتمثل ذلك فى خفضه قليلا لمعيار شكه المعتاد ليروى لنا قصص مثيرة و احيانا خارقة عنه من النوع الذى عادة يتجاوزه ديورانت ... لكن قيصر لا يحتاج لذلك فيما اظن فيكفيه اننا بعد اكثر من عشرين قرن مازالنا نتعجب من قدراته القتالية و النظامية التى حولت روما الى اشراقات عصرها الذهبى الذى سيدشنه اغسطس وريثه الفكرى
*********
( وقُضِيَ على الثورة في أكتيوم، كما قضي على الجمهورية في فرسالس وأتمت رومه الدورة المشتومة التي يعرفها أفلاطون ونعرفها نحن: ملكية، فأرستقراطية، فاستغلال ألجركي، فديمقراطية، ففوضى ثورية، فدكتاتورية. وانتهى مرة أخرى، في جزر التاريخ ومده، عهد من عهود الحرية، وبدأ عهد من عهود النظام).....هكذا انهى ديورانت هذا المجلد من قصته الطويلة فقط ليحمسنا و يدفعنا مسرعين الى المجلد رقم ١٦

دينا نبيل
٤ فبراير ٢٠١٥

الاسرى يقيمون المتاريس ل فؤاد حجازى

$
0
0

رواية: الأسرى يقيمون المتاريس
تأليف: فؤاد حجازى
عدد الصفحات: ١١٩ صفحة
اصدارات دار الشروق
التقييم: ٥/٣

فى قصة حقيقة لأسرى ٦٧ فى معسكر عتليت الاسرائيلى و التى كان مؤلفها شخصية فعلية منها صدرت الرواية عام ١٩٧٦ و التى ترجمت للغات عديدة و كتب على غلافها الخلفى انها كانت موضوع ل رسائل دكتوراة

تبقى مشكلة تقييم عمل كهذا، هل التقييم البارد لهذا العمل فى تصنيفه ك أدب سجون تقليدى؟ ام ان هؤلاء و الذى ظلت عائلتى تفخر ان احد ابنائها -ابن عم والدى- واحد منهم اسرى حرب ضد عدو ابدى و ان قالت السياسة كلمتها الضائعة فى بحر الثأر القديم؟ هل يمكن للناقد "المصرى"او حتى القارئ العادى ان يحكم على عمل يتناول مصريين فى سجن اسرائيلى كما يتناول رواية عن جوانتامو مثلا او اسرى الحلفاء عند دول المحور؟

هى ناقصة بالتاكيد ان اردت سؤالى ، ينقصها ذلك الشغف الذى طل فى نصفها الاول متجليا ليس فقط فى صعوبة العيش و خطر الموت الداهم بل فى كيفيه تصويره لمشاعر دقيقة بعيدا عن شجاعة العسكرى التقليدى ...ففى منتصفها تخبو تلك الروح قليلا قليلا عندما ننشغل بحجم الصابون و السجائر و تبادل الجرائد و الكتب

ربما لعب استخدام صيغة الماضى بشكل مستمر فى وضع ذلك ذلك الحاجز بين القارئ و الحدث

لكن منديل "سنية عبد العال أحمد"التلميذة فى مدرسة اعدادية بكفر زيات الذى سافر كل تلك المسافة ليصل الى يد المؤلف مكتوب عليه كلمات المواساة و الشجاعة ينعش الروح و ينفخ فى أسيرنا و فينا كثير من الأمل...

دينا نبيل
١٨ يناير ٢٠١٥

الهوية ل ميلان كونديرا

$
0
0

اسم الرواية: الهوية
تأليف: ميلان كونديرا
ترجمة: انطون حمصى
عدد الصفحات: ١١٥ صفحة
اصدارات دار ورد
التقييم: ٥/٣

بين هبات حرارة سن "اليأس"و عجائبية ان تقاطع نظراتك نزول سريع و نظامى ل جفنك يغسل عدسة العين و رسائل عاشق مجهول يتجسس على عقد اللؤلؤ الأحمر  يحكى لنا كونديرا عن الهوية

كاميرا كونديرا الدقيقة تلتقط صمت العجائز حين يفرغون من الكلام ، و ذلك الملل الذى يجتاح المحتضر من الحياة عن تلك البلد التى تقتلك مللا. حين يكون وحده الحرق هو المحطة الاخيرة و الاكيدة للموت

صورة يوتوبية عن عشاقين فى خلوة بعيد عن البشر ، لكن عما يتحدثان؟! مهما كان العالم جدير بالازدراء فانهما يحتاجان اليه ليغذى حبهما

يحدثنا ملك السرد يوما عن ان يتلخص الكون فى واحد تفرح من خلاله و تحزن من خلاله و لا تشعر بالتعاطف او الخوف الا من خلاله....لعل الحديث عن ذلك مكرر لكن روعة السرد و البناء الدرامى و القالب و اللغة و كل تلك الادوات التى تتاح للكاتب ليوصل بيها فكرته تكمن فى ان تتحدث فى المكرر دون ان تقع فى فخ الابتذال و النمطية الذى يكاد يقتل القارئ مللا

و احيانا تتساءل عن موضع قوة ميلان فلا تجدها الا فى استطاعته تحويل قصة عادية و نمطية الى عمل ساحر حتى بدون استخدامه للميتافزيقا كما يفعل سارامجو او هاروكى....شحصيات كونديرا و هنا شانتال و جان مارك ليسوا باستثناء شخصيات طبيعية للغاية ظاهريا لكنها جميعا تملك افكار و تأملات غريبة و مثيرة للقارئ و الناقد على السواء

الهوية نوفيلا صغيرة حجما كثيفة المحتوى بالاحلام و التوهمات و التأملات و الظنون و كثير من الشك...ففى النهاية من يضمن لك الا يتبدل حبيبك و رفيق دربك الى انسان اخر او حتى افعى حين ترمش عينك؟!

دينا نبيل
٢٣ يناير ٢٠١٥

Viewing all 760 articles
Browse latest View live